9 معلومات تاريخية حول العالم فيثاغورس .. أهم علماء الرياضيات القدامى

العالم فيثاغورس

هل سمعت عن العالم فيثاغورس؟ بالتأكيد ربما سمعت عنه في أثناء دراساتك للرياضيات والهندسة، فهو صاحب نظرية فيثاغورس الشهيرة في الهندسة، وله العديد من النظريات والإسهامات الأخرى في مجال الرياضيات، في هذا المقال نتعرف أكثر على العالم فيثاغورس، وملامح حياته وإسهاماته المختلفة، فيها بنا نتعرف عليه من خلال السطور القليلة القادمة.

سنوات فيثاغورس الأولى ونشأته

العالم فيثاغورس هو أحد العلماء الرياضيين القدامى المشهورين والذي يعتبر من أهم علماء الحضارة اليونانية، وقد ولد فيثاغورس في جزيرة ساموس المقابلة لساحل آسيا الصغرى أو تركيا الحالية في العام 569قبل الميلاد.

وفي الحقيقة لا نعرف كثيراً عن فيثاغورس ونشأته في الجزيرة خلال سنواته الأولى، ولكن من الواضح من سيرته أنه تلقى تعليماً جيداً في العديد من المجالات فعرف القراءة والحساب منذ الصغر، كما تعلم العزف على القيثارة التي كان يجيدها إجادة تامة.

وتشير الدلالات التاريخية أن أصوله لم تكن من جزيرة ساموس هذه، ولكن من مدينة صور على الساحل اللبناني، فقد كان أبو تاجراً من صور يدعى مينسارخوس، وكان له تجارة ما بين صور وساموس، وتزوج فتاة تدعى فيثاي من سكان هذه الجزيرة وأنجب منها فيثاغورس، وبالتالي حصل على جنسية الجزيرة.

وكان فيثاغورس ينتقل مع والده أثناء التجارة ما بين صور وفيثاغورس، كما زار وهو صغير العديد من البلدان مثل سوريا وإيطاليا وغيرها من البلدان، مما يعني ان والده كان مهتماً أن يكون ابنه تاجراً وعالماً في نفس الوقت حيث اهتم بأنه يعلمه مباديء التجارة والعلم.

فيثاغورس له العديد من الأساتذة المشهورين

على مدار حياته كان فيثاغورس متعلماً نابغة، وهذا بفضل أساتذته المهمين والذين كانوا مشهورين في ذلك الوقت، فقد تعلم فيثاغورس على يد بعض الفلاسفة المشهورين أمثال فيريسيديس وطاليس وأناكسيمندر وغيرهم الكثير.

إلا أن طاليس كان الأكثر تأثيراً في عقل ونفس فيثاغورس، حيث تعلم على يديه علوم الفلك والرياضيات، وكان صاحب المشورة لفيثاغورس بالذهاب إلى مصر لتلقي العلوم الرياضية هناك والنهل من كافة العلوم الموجودة فيها.

كما تتلمذ على يد تلميذ طاليس العالم أناكسمندر والذي كان نابغة في علم الهندسة، حيث تلقى على يديه علوم الهندسة وحضر معه العديد من المحاضرات في ميليتوس عن الهندسة والرياضيات، وقد استفاد فيثاغورس من علمه كثيراً.

فيثاغورس الرحالة الذي أهتم برحلة العلم قبل كل شيء

لقد كان فيثاغورس محباً للسفر، وربما بسبب نشأة والده التجارية والتي نهل منها أحب السفر والترحال، وهو ما وجده فرصة في تلقي العلوم الرياضية والهندسة وغيرها من العلوم الهامة، حيث وجد لذته في الرحلة والسفر والعلم في نفس الوقت.

ومن ضمن الرحلات الشهيرة التي قام بها، أنه زار مدينة كروتون في الجنوب الإيطالي والتي تشبه المدن اليونانية كثيراً، وكانت مدينة تجارية عظيمة في هذا الوقت تستورد السلع والبضائع من جميع بلدان البحر المتوسط، وقد عاش فيها فيثاغورس وتعلم فيها مباديء الفلسفة والسياسة والمنطق، وكانت هذه الرحلة لها أثر في حياته.

بعدها انطلق إلى مصر، حيث العلوم الرياضية والفلسفية والفلك وغيرها من العلوم، وقد استمع إلى نصيحة طاليس وذهب إلى مصر وهو في سن الثانية والعشرين من عمره، وعاش فيها حتى سن الرابعة والأربعين، أي أنه عاش حوالي 22 سنة في مصر، وقد تعلم فيها الكثير مثل المعتقدات الدينية والمبادئ الرياضية، وذاع صيته في مصر حيث بدأ في كتابة نظرياته الرياضية.

تعرضه للأسر الفارسي واستفادته من هذه التجربة المريرة

كان فيثاغورس في مصر، وعاش بها طويلاً حتى الغزو الفارسي لها، وقد تعرض للأسر الفارسي، حيث قبض عليه الفرس ونفوه من مصر إلى بابل، وعاش في الأسر حوالي 12 سنة، ولكنه حوّل تلك السنوات إلى سنوات تعليم خالص، حيث تعلم في بابل مباديء الرياضيات الشرقية، والمعتقدات الدينية في بابل، حتى تم إطلاق سراحه بعد سنوات طويلة، وقد تجاوز عامه السادس والخمسين، ليخرج من السجن منهكاً ويقرر الرجوع إلى جزيرة ساموس، ليبدأ مسيرته في تعليم الناس.

أقام فيثاغورس بعد الأسر في مدينة ساموس ولكنه واجه هناك مصاعب على مدار عامين كاملين، لذلك قرر المغادرة منها إلى المدينة التي أحبها في صغره مدينة كورتون الإيطالية وبدأ فيها مجتمعه العلمي الخاص الذي طالما حلم به.

حياته الجديدة في كورتون الإيطالية

كانت حياة فيثاغورس في كوروتون علمية كالعادة فقد أسس ما يعرف بأخوية فيثاغورس التي انضم لها العديد من التلاميذ، وكان شعار هذه الرابطة أو الأخوية الكل هو رقم، وكان فلسفتها أن كل شيء في الكون يمكن أن يخضع لقوانين ومباديء الأرقام الموجبة والصحية والسالبة أيضاً.

وقد سعى فيثاغورس أن يعمل على تنظيم العديد من العلوم والمبادئ الدينية والفلسفية و خضوعها لقواعد الأرقام، وقد ساهمت هذه الفكرة في العديد من الإنجازات منها تطوير مباديء الرياضيات اليونانية، ووضع ضوابط وسلوكيات صارمة وحازمة لكل المنتسبين لهذه الرابطة التي أسسها.

إنجازات فيثاغورس في الرياضيات

تعتبر الرياضيات هي الأولوية الأولى في حياة فيثاغورس، وقد أسس الرابطة أو الأخوية الفيثاغورسية على أساسها، وكان من المنطقي أن ينتج عن هذا العديد من الإنجازات التي قام بها الرجل خلال حياته، فقد قام بتأسيس نظرية فيثاغورس الشهيرة في الهندسة، وصحح العديد من المفاهيم المغلوطة في الرياضيات اليونانية اعتماً على النظريات التي وضعها المصريون والبابليون القدماء حيث أطلع كثيراً على هذه العلوم.

هذا إلى جانب القوانين الصارمة التي وضعها فيثاغورس وتلاميذه لتطوير هذا العلم، وكتب عدة ابحاث ونظريات عن الخط المستقيم والمسافات بين النقاط المختلفة، واستنتج العديد من النظريات بشأن الزوايا والمنحنيات ومجموع الزوايا الداخلية لأي مثلث والمستويات وغيرها من النظريات التي كان لها أكبر الأثر في تطوّر الرياضيات في زمانه.

إنجازات فيثاغورس في علم الفلك

سعى العالم فيثاغورس إلى كتابة أبحاث ونظريات في علم الفلك، حيث كتب العديد من المباديء الهامة حول شكل الأرض الكروية، ودوران الكواكب، كما كتب بعض الأبحاث عن الشمس والنجوم، وكان يسعى إلى ربط الفلك بالرياضيات، حيث توافق الأجسام مع القواعد الرقمية والمنطقية وميل مدار القمر والحديث عن خط استواء كوكب الأرض، كما يعتبر من أوائل العلماء الذين كتبوا عن كوكب الزهرة والذي اعتبره نجم الصباح والمساء الذي يظهر في السماء لنا.

وهذه الإنجازات كانت مقدمة معتبرة لربط الرياضيات بعلم الفلك، والذي كان مقدمة لعلم الفلك في العصور التالية.

إنجازات فيثاغورس في الموسيقى

لقد كان فيثاغورس مغرماً بالموسيقى منذ صغره، فقد كان يجيد العزف على القيثارة، وقد كتب عن الأنغام المتناسقة وربطها بعدد الأوتار واهتزازها، كما كان منتبهاً للأصوات في الطبيعة وكيفية تناغمها وتناسقها، فقد كتب عن القواعد في سر التناغم والانسجام الموسيقي بين الأشياء بعضها وبعض، كما اكتشف فيثاغورس العديد من النظريات الموسيقية وبدأ في تطبيقها حسب الآلات.

وفاة فيثاغورس المأساوية

على الرغم من حياته الطويلة المليئة بالأحداث، فلم تصفو الحياة لفيثاغورس، فبعد عيشه في مدينة كوروتون طويلاً بعد سنوات الأسر في بابل والرحلات التي عاش منتقلاً فيها، وبعد أن قرر مغادرة موطنه ساموس للأبد، بدأ في تكوين الأخوية الفيثاغورية، ولكنها بعد فترة من الزمن تعرضت للاضطهاد والمضايقات، وتعرض هو الآخر لهذه المضايقات، وقد اضطر في آخر عمره أن يهرب من مدينة كورتون التي أحبها بسبب التهديدات التي لاقاها هو وتلاميذه حتى عاش في مدينة ميتابونتوم بعض الوقت.

وتضطرب الروايات التاريخية بين رجوعه إلى كورتون مرة أخرى وموته بها، أو انتحاره بسبب المضايقات التي تعرض لها، وقد استمرت الأخوية من بعده لسنوات حتى انتهت نهائياً، وعلى أية حال فقد مات فيثاغورس بعد 100 عام عاشها منتقلاً في رحلات العلم في الكثير من البلدان وقد تعلّم فيها العديد من العلوم.

فيثاغورس كان من العلماء القدامى الذين لهم تأثير كبير في العديد من العلوم مثل الرياضيات والفلك وحتى الموسيقى، ونهل من العلوم في مصر واليونان وإيطاليا وسوريا وبابل، فقد كان من العلماء الذين لابد من أن نقف أمامهم طويلاً فقد كان مؤثراً في الحياة العلمية لمدة قرون.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *