أهم أسماء علماء الرياضيات .. 7 علماء لهم دور كبير في تطوّر هذا العلم

أهم أسماء علماء الرياضيات

يعتبر علم الرياضيات من أهم العلوم الذي تطوّر من خلالها الإنسان، وبنيت بسببها الحضارات الإنسانية، فالبناء والتشييد، وظهور علوم مثل الفلك وعلم المساحة وعلوم الهندسة، وهذه العلوم وغيرها ارتبطت بالرياضيات والهندسة مما جعل لهذه الحضارات أساس مبني على العلم الرياضي، في هذا المقال؛ نتاول زاوية واحدة فقط ألا وهي أهم أسماء علماء الرياضيات، وما قدمه هؤلاء للبشرية، وما هي الإنجازات التي قدموها في مجال الرياضيات على وجه الخصوص، فهيا بنا نذهب سريعاً لسطور التاريخ المروي عن هؤلاء العظماء.

أهم أسماء علماء الرياضيات عبر التاريخ

هناك مئات العلماء الذين كان لهم دور كبير في تطوّر علم الرياضيات، لكننا في النقاط التالية، اخترنا أهم هذه الأسماء والذي كان لها دور كبير للغاية في تطور العلم ووضع أسس ونظريات في الجبر والهندسة وحساب المثلثات، وهم علماء قدماء في الحضارة اليونانية وكذلك الحضارة العربية الإسلامية، وهؤلاء هم:

العالم اليوناني إقليدس
كان إقليدس أهم العلماء الذين قاموا بالاكتشاف لعلم الرياضيات والنظريات الرياضية ، فقد كان من علماء اليونان القدامى الذي كتبوا نظرياتهم الرياضية، قام إقليدس بتطوير علم الرياضيات خاصة ما يعرف بالأعداد الأولية، ووضح مفهوم الأعداد الأولى وهو عدد لا يقسم إلا على نفسه ولا يقبل القسمة على أي رقم إلا رقم 1 دون وجود باقِ له.

العالم اليوناني فيثاغورس
ولد فيثاغورس في جزيرة ساموس المقابلة لشواطئ اليونان، وقد كان من أهم علماء اليونان القدامى، وتكمن أهمية فيثاغورس في بناء نظريات كاملة اعتمد عليها العلماء من بعده، فهل سمعت من قبل عزيزي القارئ عن نظرية فيثاغورس الهندسية؟ هذه النظرية كان لها دور كبير في تفسير البناء الهندسي والزوايا.

انتقل فيثاغورس إلى العديد من البلدان القديمة ونبغ في علم الرياضيات وقد نتج عن هذه الجولة العلمية وضع أساس لمدرسته الرياضية، حيث وضع أسس المدرسة الفيثاغورثية والتي تناولت العديد من المواضيع والاكتشافات الرياضية الهامة مثل نظرية فيثاغورس في الهندسة، والنظريات المنطقية في المعادلات الهندسية، ووضع قواعد حساب المثلثات من خلال هذه المعادلة التالية: (طول الوتر)²= (طول الضلع الأول)²+( طول الضلع الثاني)².

العالم اليوناني أرخميدس
ولد أرخميدس في عام 212 قبل الميلاد في جزيرة صقلية، حيث تلقى علومه الأولى ونبغ في الدراسات الفلكية والرياضية، وقد كان أرخميدس من أكبر وأهم علماء الرياضيات في الحضارة اليونانية.

انتقل إلى مصر، حيث درس هناك الرياضيات في جامعة الإسكندرية حتى صار من أهم علماء المدينة والجامعة، وقد استطاع من خلال دراسته لعلوم الفلك والرياضيات والفلسفة من اكتشاف العديد من الاكتشافات الهامة التي كان لها أثرها في الحياة، فهو ينسب إليه وضع قانون الطفو، وكتب العديد من المؤلفات مثل الدائرة وقياسها والذي وضع فيه قياسات الدائرة الهندسية، وكذلك تأليف كتاب الكرة والأسطوانة.

توفي أرخميدس في مدينة سرقوسة الصقلية وهي مسقط رأسه، بعد مسيرة حافلة من تدريس الرياضيات وكتابة المؤلفات والأبحاث الرياضية التي أثرت في علم الرياضيات.

العالم المسلم ابن سينا
لقد كان ابن سينا رجلاً موسوعياً، استفاد من الكتب التي قرأها ونال قسطاً وافراً من المعرفة، فمن هو ابن سينا؟

هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي ابن سينا أحد أكبر وأشهر علماء المسلمين، ولد في عام 980م في إحدى القرى التابعة لمدينة بخارى في آسيا الوسطى ( أوزباكستان الحالية)، وتلقى تعليمه منذ الصغر حيث حفظ القرآن الكريم، وقرأ الحديث والعلوم الشرعية، وعند بداية شبابه وتحديداً في العام الثامن عشر من عمره نبغ الشاب في علم الطب وهو ما جعله أصغر طبيب يلتحق في بلاط السلطان نوح بن منصور حيث عالجه من مرض عضال حيّر كبار الأطباء ومن هنا تم تثبيته في البلاط السلطاني كأحد أطباء السلطان.

ولم يكن ابن سينا نابغة في علوم الطب فقط، بل أتيحت له الفرصة الكبيرة عندما عرض عليه السلطان أن يجلس في المكتبة الملكية والتي كان فيها صنوف من المؤلفات النادرة، حيث قام بقراءة مئات الكتب في الطب والرياضيات والفلك وغيرها.

إلا أن النقلة النوعية في حياة ابن سينا عندما تعرف على العالم البيروني أحد أكبر علماء عصره في علوم الفلك والرياضيات، وهو ما جعله نابغة في هذه العلوم، وبات ابن سينا أكبر علماء عصره في هذه العلوم.

ونجد أن مؤلفات ابن سينا في الرياضيات توّضح ذلك النبوغ، حيث وضع كتاب رسالة الزاوية ومختصر إقليدس ومختصر علم الهيئة ومختصر الارتماطيقي، وجميعها تحتوي على نظريات علمية رياضية غاية في الأهمية.

العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي
ولد محمد بن موسى الخوارزمي في مدينة خوارزم الفارسية في عام 780م، وقد انتقل إلى بغداد والتي كانت عاصمة الخلافة العباسية، والتي كانت تعتبر من أهم المدن الإسلامية الكبيرة في العلوم والفنون والآداب بفضل مكتبتها العظيمة دار الحكمة واهتمام الخلفاء بالعلماء والإنفاق على العلم والبحث.

وكانت تلك البيئة المميزة دافعة للخوارزمي للعمل جيداً على أبحاثه الرياضية، حيث نتج عن هذه الأبحاث كتابة وتأليف كتاب الجبر والمقابلة، والذي كان إيذاناً ببدء فرع رياضي جديد وهو علم قائم بذاته (علم الجبر) وقد عمل على حساب المعادلات الأولى والثانية، ووضع أسس لما يعرف باللوغاريتمات الحسابية، كما كان للخوارزمي الفضل الكبير في اكتشاف الصفر وكتابة الأرقام العربية والهندية على حد سواء.

كما قدم للعالم جداول لإيجاد النسب المثلثة، وهو ما يعرف بجيب وزوايا المثلث والخوارزميات التي كانت لها الفضل فيما بعد في الدورة الحسابية الموضوعة للحاسب الآلي، حتى أصبح الخوارزمي في العالم الآن يسمى بأبي الحاسب الآلي، حيث تم الاعتماد على اللوغاريتمات في عمل الحاسب الآلي وبرمجته.

توفي الخوارزمي في عام 850م بعد مسيرة حافلة من المؤلفات العلمية والنبوغ العلمي في مجال الرياضيات.

العالم المسلم عمر الخيام
هو أبو الفتح عمر بن إبراهيم النيسابوري الشهير بالخيام، والمولود عام 1048م في مدينة نيسابور، وكان يعمل أول الأمور وهو صبياً في صناعة الخيام وبيعها، لذلك سمي بالخيام.

وقد كان عمر من النوابغ في علم الجبر وحساب المثلثات، ولكن هذه الموهبة وذلك النبوغ لم يظهر إلا بعد عدة سنوات عندما تلقى علوم الرياضيات في أكثر من مكان، فثقلت مواهبه وصقلت قريحته العلمية، وقد كان في مدينة بغداد من أهم علماء الرياضيات خاصة في فرع الجبر والذي كان علماً إسلامياً خالصاً.

وإذا رجعنا للوراء قليلاً قبل ميلاد عمر نفسه، كان العرب والمسلمين قد وضعوا أسس جديدة في علم الرياضيات منها علم الجبر وذلك على يد العبقري الفذّ محمد بن موسى الخوارزمي، وأستطاع هذا العلم الرياضي الجديد من حل المعادلات الحسابية المعقدة.

وقد كان عمر الخيام نابغة في هذا العلم، إلى جانب علوم أخرى مثل الفلك والفقه واللغة والتاريخ والشعر الذي كان متميزاً فيه، إلا أنه ما يهمنا في هذه السطور هو نبوغه في الرياضيات، حيث قام بالإبداع في الجبر حيث قام الخيام بحل المعادلات من الدرجة الثالثة والرابعة، والخامسة والسادسة، وبرع بما يعرف بالهندسة التحليلية وكان يشبه الخوارزمي في النبوغ، حيث اتخذ الخوارزمي قدوة في الشرح والتعليم للجبر والهندسة، وقد توفي بعد مسيرة طويلة من العلم والتدريس عن عمر يناهز 83 عاماً.

العالم المسلم البيروني
إنه من العلماء المسلمين البارعين في الرياضيات والفلسفة، حيث كان ذكياً في تفسير العلوم الرياضية وكتابة النظريات وحل المعادلات الرياضية المختلفة، وقد استمر في التأليف حتى قاربت كتبه ومؤلفاته وسائله حوالي 180 كتاب.

ومن أهم المؤلفات الرياضية التي كتبها البيروني: استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني الواقع فيها، حيث حدد فيه طول الوتر، وحدد جيب 18 درجة وهي موجودة في الجداول التي تعرف بالنسب المثلثية الحالية، والتي كان البيروني من أهم العلماء الذين حددوا هذه المعادلات والتي تساعد على معرفة نصف قطر الكرة الأرضية.

وإلى جانب هؤلاء العلماء، فهناك العديد من العلماء الذين كان لهم دوراً كبيراً في علم الرياضيات خاصة في الوقت الحالي حيث توصل هؤلاء العلماء للعديد من الجوانب التكنولوجية والتي أثرت في حياة البشرية، فمعظم الجوانب التي نراها حالياً كان السبب فيها الرياضيات وما تحمله من أهمية ونتائج مهمة في الأبحاث، وذلك بفضل العلماء الاقدمين الذين وضعوا الأسس، والعلماء الحاليين الذين أكملوا هذه الأبحاث.

في هذا المقال؛ تعرفنا على العديد من أسماء علماء الرياضيات، سواء العلماء في الحضارة اليونانية أو الحضارة الإسلامية، حيث اخترنا أهم هؤلاء العلماء على الإطلاق والذي كان لهم دوراً كبيراً في علم الرياضيات.

بواسطة: Asmaa Majeed

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *